الزامل التهامي ثقافة متقدة تحرق الغازي

📝كتبت عفاف محمد

لطالما عبر الفن التهامي عن نقائض الحياة ومشاغلها وقد تفاعل معه المواطن التهامي كونه فرد حساس يتأثر ويؤثر بالمجتمع

ونلمس في الفن التهامي انه فن بسيط التركيب غير معقد كبساطة اهله الذين عرفوا بطيبة القلب ورهافة الحس فهو فن لا يتكلف الصنعة وانما تجري فنونه على سجيتها كما يتدفق الماء من مجراه او ك صورة عصفور يحط على الغصن

وقد كانت تهامة عبر العصور الوسطى هدف للغزاة فكانت ميدان المعارك بين الصليحيين والناجاحيين وبين عامر بن عبدالوهاب والمماليك ومن ثم الرسوليين والياميين وتبعهم الخيرانتؤين والعلويين وبعدهم ابمتوكليين والأدارسة وحالياً كل دول العالم تشن عليه حرب ضروس سميت بالتحالف
وكل ذلك أكسبه وعياً وفطنة وبات سيف قاطع يجيد حماية حده

وقد عبر التهامي منذ القدم وحاضراً بفنونه عن انتصاراته ونتائج معاركه، وعبر عن ذلك بدلالات نفسية وحس طبقي متميز

وقد كانت الفنون في الهضاب تتكون من الزوامل والمهاجل اما الفنون التهامية فتختلف في مسمياتها
مثل “الموال البحري والغناء الشامي والطارق واغاني الرعاة “وتعتبر مشابهة نوعاً ما للفنون الجبلية مع اختلاف الاسماء
وقد تفرد التهامي بالمجانسة البديعية كما في هي في شعر العصور الوسطى بدون افتعال تجنيسي وانما انتج تجنيسه من الضرورة وصنع الفطرة ..وتتميز فنون تهامة بثقابة الوعى بالتفاوت المعيشي سواء بالفصيح ام العامي
وقد تأثر التهامي بالمرحلة الحالية وكان لها اثرها الثقافي على إحداث التغيير ومن خلال فن الأقاويل برزت لنا ثقافة الزامل الحماسي

ولا يخفاكم أعزائي القراء اننا قد عرفنا الزامل اليوم من خلال الثورة الأدبية الحاصلة من بعد العدوان، بالرغم من كونه تراث قديم ومتعارف لكنه يُنتشل اليوم وبقوة صارخة من بين ترسبات الزمن التي طغت عليها الاغاني العاطفية
و بات اليوم الزامل يعبر عن نهضة فكرية صافية الحس ونبيلة السجايا

وقد عرف عن الزامل انه علاقة وطيدة بين الفن والإنسان حيث أعتمد على أحياء بواعث الفن من العهود السالفة وقد عرفت الفنون الشعرية والزوملية القديمة إجادة
التصوير بحسه لا بواقعه المعاش
وفن الزامل يعتمد على الإثارة الصوتية ألي جانب بلاغة الشعر ..
ونجد ان تهامة اليوم قد انتقل اليها الزامل مجاراة للأحداث المستعرة اليوم في جبهة الساحل الغربي فكان أكثر ملائمة للأوضاع واكثر تقبلاً من المتلقين ..
حيث وقد وجدوه لون محبب يعبر عن وعيهم و وطنيتهم وتمسكهم بحقوقهم متحدين كل غازاً ومحتل
وقد مرت علينا زوامل تهامية انتشر صداها بادر بها المنشد المتألق عبدالخالق النبهان بعنوان “ساري امزيديه ”
ومن بعده زامل “قاحي يا تهامي “للمبدع المنشد عيسى الليث وكذا زامل “قال امتهامي “وكانت هذه الزوامل قد لامست وجدان المواطن التهامي وكل مواطن غيور تفاعل مع هذه الزوامل تفاعل حي وخصب بالتوافد لجبهة الساحل وغيرها من الجبهات حمية وغيرة ولازال الزامل التهامي فن يتدفق فن بديع تخطه انامل الشعراء واحاسيسهم امثال الشاعر أحمد عطا والشاعر أسد باشا الرائعين
وصوت يتأجج ثورة بحرارة الحس الوطني من حناجر المنشدين العمالقة
ولا زال الجمهور متطلع لمثل هذه الروائع التهامية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة