إن أبقَ فأنا وليُّ دمي وإن أفنَ فالفناء ميعادي!

……………………………………………….
بقلم | إقبال جمال صوفان..

الرفيق الأعلى خير مستقراً وأحسن مقيلاً!!
هكذا حنّ الإمام علي للرفيق الأعلى فودّع من رافقهُ وبقي حولهُ بعد حملهِ إلى منزلهِ وبعد وقوع الضربة على جبهتهِ الطاهرة والتي قال حينها :
“فُُــــزت ورب الــــكعبة هذا ماوعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله”

إن يوم التاسع عشر من رمضان هو يومٌ حزين وكئيب يوم نكبةِ الأمة الإسلامية وضياعها في غياهب التشتت والضياع إنه يوم إستشهادِ يعسوب المؤمنين وسيد الوصيين بسيفٍ كان محسوب على الإسلام هو سيف عبدالرحمن ابن ملجم اللعين الذي ضرب الإمام علي على رأسهِ ثم ولّى هارباً كالشيطان يتخبط هُنا وهُناك يبحث من أين المخرج !!غدرهُ بسيفهِ وهو ساجداً في بيتِ الله الذي يُحرم القتل فيه فالجميع يعلم أن من دخل بيت الله فهو آمن! سال الدم على وجهِ المُنير وتخضبت لحيتهُ به وتغطى جسدهُ الطاهر منه لاهجاً قوله عليه لسلام :”منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى”

كانت وصيتهِ لولديهِ قبل استشهادهِ عليه السلام وصيةً قالها والدموع تنسابُ من عيون كل الحاضرين عنده نصها كالتالي :
“حسن حسين وصيتي لكما ألا تُشركا بالله شيئاً ومحمد صلّ الله عليه وسلم فلا تضيعا سنته أوصيكما بتقوى الله وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء ٍمنها زوي عنكما وقولا بالحق وأعملا للأجر وأرحما اليتيم وأغيثا الملهوف وأصفيا للآخرة وكونا للظالم خصمه وللمظلوم عونه والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم حتى ظننا أنه سيورثهم والله الله في القرآن لايسبقكم في العمل به غيركم الله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ”

وصل خبر إستشهاد أبا الحسنين إلى سيدا شباب أهل الجنة عليهما السلام فأسرعا نحو المسجد وصلا وهناك جمعٌ من الناسِ حول سيف الله المسلول فصرخ الحسن قائلاً :
” وا إنقطاع ظهراه يعزُّ والله عليَّ أن أراكَ هكذا ”

خيّم الحُزن على أرجاءِ مدينةِ الكوفة وعمّ الفقد على قلوبِ أغلب أهلها بكت السماء وتألمت الأرض اسودّت أرواح المُحبين وبهتت عيون المقربين لقد رحل باب مدينة العلم رحل الفاروق الأعظم رحل نفس الرسول وشبيه هارون رحل من قال فيه الرسول الأعظم :”علي مع القرآن والقرآن مع علي “!!

نعم نتألم لمثلِ هذه الخسارات العظيمة والتي قال عنها السيد حسين بن بدر الدين الحوثي عليه السلام :
“أن من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماؤها” فعلاً لقد فقدنا وليُّ المسلمين فقدنا الهادي إلى الحق فقدنا غيث الورى وموضع العجب بل فقدنا أخطب الخطباء وأنبل الكرماء فقدنا صفوة الهاشميين ومولى المؤمنين ولن تكفيني صفحات الأرض كلاماً لأصف بلاغتهُ،حنكته،ُ خطبهُ، فصاحتهُ، بيانه،ُ لغتهُ ،سياستهُ، وإدارتهُ لأن الأقلام ستجف والألواح ستنتهي.

ولكن نُطمئنك ياأمير المؤمنين وسيد الوصيين أنا ها هُنا في اليمن نُقاتل أخبث خلق الله ونقدم الشُهداء تِلو الشُهداء الذين إتخذوك قدوة ومربياً وهادياً ونصيراً هانحن نراك بيننا نرى أخلاقك ورقيك وجهادك وشجاعتك واستبسالك وقوتك وقتالك وحماسك وصبرك وإيمانك في عَلمين من أعلام الهُدى هما :
السيد حسن نصر الله والسيد عبدالملك الحوثي نراهما عليّا عصرنا هذا الذي نخوضه في معركة مابين الحق والباطل معركةٍ هي الفصل وهي التحرر لكل شعوب العالم من هيمنةِ الدول التي تحسب نفسها دول عظمى وهي لا تساوي شيئاً أمام عظمةِ الله!!

هاهُنا في اليمن ياأبا الريحانتين نزّف الشُهداء ونحن نقول :هيهات هيهات أن نُهزم هيهات منّا الذلة كيف لا ؟ وشهيدنا نرفعهُ من موقعهِ العسكري وهو يُسبح بحمد الله ويدهُ قابضة على مسبحتهِ والأخرى على زناد سلاحه!! كيف نُهزم ؟ وشهيدنا يتقدم أماماً نحو العدو وهو يقول عارٌ عليّ أن أتراجع حتى لو طُحنت كالتراب!! كيف نَضعفُ وشهيدنا يواجهُ العدو بالحجارة!! كيف نستكين؟ وشهيدنا تركَ مالهُ أولادهُ وكل غالٍ على قلبهِ قائلاً لنا :
“أتموا مقاومتكم فأنا على سفرٍ للقاء الله”

فيا من نزلت فيكَ آيات اليقين وقيلت فيك أحاديث النبي وخُطت لك أبيات السنين لكَ منّا كل الولاء والانتماء نحن هُنا شيعتك ياعليّ لن نخذلك أبدا ياهازم الأحزاب وقاصم الأصلابً ونؤكد لكَ أن كل فردٍ منّا يُردد ماقُلته :
“إن أبقَ فأنا وليُّ دمي وإن أفنَ فالفناء ميعادي”

ملتقى الكتاب اليمنيين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة