ماهي الجريره التي ارتكبها الصيادون
بقلم الكاتب / مروان حليصي
بعد مكوث معظمهم لأكثر من شهر كامل في ميناء الحديده أو الصليف أو الخوخه وغيرها ، في انتظار دورهم في الحصول على البنزين لمحركات قواربهم التي تعتبر مصدر زرقهم الوحيده ، وبعد إنفاقهم للكثير – التي في أغلبها تكون اكبر من العائد الذي قد يجنوه بعد عودتهم من رحله الاصطياد ،والبعض الأخر يضطر مجبرآ على شراء حاجاته من البنزين من السوق السوداء بسعر كبير ، وهم يدركون بعمليه حسابيه بسيطه وبالنظر إلى اسعار الأسماك بأنهم لن يجنوا سوى الخساره ولن يعودوا حتى بتكلفه ما انفقوه إلا أنه خيارهم الوحيد واضعين أملهم في الرازق .
فلم تكن خوض غمار عمليه كتلك بدت تعقيداتها منذ بدايتها بدافع الطمع بجني المال أو الرغبه في الادخار للشهور القادمه، أو لغرض أعمار منازل جديده واقتناء السيارات ، أو شراء بعض الكماليات ،أو لشراء قوارب جديده ،ولم يكن كل ذلك هو ما جعل أولئك الابرياء يغامرون بحياتهم ؟ وإنما عزه النفس والكرامه ، والاستعداد لمصارعه كل المخاطر في سبيل تأمين لقمه العيش لأسرهم بشكل كريم في تجسيد لمبدء الكفاح الذي اختارتهم له الاقدار منذ أن ارادت بأن يكونوا ركاب أمواج ومفتشين في اوساطها عن ارزاق اطفالهم ، بدلآ عن الخروج ٱلى الشوارع والتسول بحثآ عن لقمه العيش لاسرهم التي تنتظر عودتهم بفارغ الصبر لعلهم يأتوا بما يشبع جوعهم و يسد رمقهم ، وذلك بعد فقدانهم الأمل في توقف العدوان وعوده بعضا من الحياه إلى مجاريها حتى يعودوا إلى مزاوله عملهم بحثآ عن لقمه العيش لاطفالهم ونسائهم.
وفي موعد غير مسبوق خرجت علينا طائرات العدوان بتراجيديا جديده ومؤلمه كتبها دول العدوان واخرجها سفهاء نظام أل سعود وباركها العملاء وكان ضحيتها أكثر من ١١٥ شهيدآ من الصيادون وعشرات الجرحى معظمهم جراحهم خطيره ، ونتيجتها مئات الاطفال من اليتامى الذين احرمتموهم من حقوق الابوبه والاخوه وارملتم مئات النساء وغيرهم من الامهات ثكالى، وادميتم قلوبنا بانحطاطكم الديني والاخلاقي .
ازهقت ارواح أولئك في عمل يندى له الجبين وتقشعر لفضاعته الأبدان ،، وندرك بأنهم لن يكونوا استثناء عن بقيه اخوتهم من ابناء الشعب الذي ابدعت أله القتل في سفك دمائه ، عند نظام أصابه الكبر والغرور ولم يراعي حرمه النفس ولم يحفظ نعمه خالقه عليه.
ولكن….يا أوغاد ألم يكفيكم أنكم قطعتهم ارزاق أولئك المستضعفين بحربكم وحصاركم حتى تلجئو إلى حرمانهم من الحياه برمتها، و ألم تروى تعطشكم للدماء جريمه المخا 1 و2 ، وألم تشبع حقدكم جريمه سوق حيدان بصعده وقبلها الارض المحروقه بحق بصعده وجريمه قريه الزيلعي وغيرها.
حيرتمونا -فهل ننتحب لأولئك المستضفين الذين حولتم اجسادهم البريئه إلى أشلاء ممزقه هنا وهناك تذروها الرياح ، ودفنتم احلامهم البسيطه في العوده بلقمه العيش لانسائهم واطفالهم الذين مازلوا على أمل الانتظار بعودتهم وبحوزتهم ما يسكت جوعهم ويوقف قرقره بطونهم ،أم ننتحب كمدآ وحزنآ على أسر أولئك الضحايا من النساء والاطفال الذين ابكتهم سفالتكم ونذالتكم مرتين -الأولى لفقدهم عائلهم الذي قد يكون عند الكثير هو الوحيد ، والثانيه لألم الجوع الذي يعصر بمعدتهم ،وتشريدكم لهم من الحياه وتحميلهم الانشغال بمن يرعاهم ويسقي تعطشهم لحنان الأبوه وعطف الأخوه بعد جريمتكم البشعه تلك.
ولكن هل يدرك نظام أل سعود المترهل والصبياني الأرعن بأن كل قطره دم سفكتها طائراته هي محسوبه من عمره ومن عمر رفاهيه الشعب السعودي ، وأن الرهان على سطوه المال والفارق التسليحي أو سفك المزيد من دماء الابرياء هو رهان خاسر ، لأننا أصحاب قضيه وخساره الوطن لا تعوض.